المشاركات

Grizzly Man (2005) القبح الدفين للطبيعة والشغف

صورة
عندما انتهيت من مشاهدة فيلم grizzly man   للمخرج الألماني القدير فيرنر هيرزوج وجدت نفسي عاجزاً عن تقبل تلك الفكرة التي يحاول الفيلم إيصالها أو زرعها كنبتة سامة بذرتها الشك في عمق قلب المشاهد، فكرة أن لا شيء أخطر على الإنسان من إيمانه وشغفه. بحسب المتعارف عليه في الصناعة هناك خط رفيع ما بين الواقع والخيال تستند عليه السينما، وتتمايل بترنح متأرجحة بين كلا الجانبين حيناً يتلو حين، هناك تزدهر السينما وترتقي، تقترب تارة صوب الواقع وأحياناً تفر سارحة لتخلق من الخيال واقعاً خاصاً بها ولكن في نهاية المطاف يظل الحفاظ على تلك الموازنة ثيمة أساسية لا يمكن الاخلال بها لضمان تحقيق مفهوم "فيلم". هذا ما يجعلني أرى بأن الأفلام الوثائقية تحمل طابعاً أقسى وأكثر عنفاً عند المقارنة بغيرها من الأصناف، حتى وإن كانت تقلَّهم دموية في المحتوى وربما السبب في ذلك هو خضوع الأفلام التسجيلية للواقع تماماً ومعرفتي كمشاهد بذلك، أنه لا يوجد زر أو تغيير على النص بوسعه إيقاف تلك الأحداث أو محوها، كل ما يتجسد على الشاشة أمامي من أحداث قد حصلت بالفعل ولا مفر منها، كمخرج فيرنر هيرزوج يلعب ...

.Damn عن كيندريك لامار وكيف أصبح الهيب الهوب أدباً

صورة
ليس من عادتي الكتابة عن ألبوم غنائي، بل والأرجح قولاً هو أنني لا أُبدي إهتماماً كافِ بالتعمق في عمل موسيقي كي أكتب عنه أو أعبر عن رأيي فيه، ولكن هذه المرة وجدت نفساً متلهفاً للكتابة عن كيندريك لامار صاحب التحفة الموسيقية to pimp a butterfly   الألبوم الذي حفر أسم كيندريك وسط أساطير الهيب هوب وربما أساطير الغناء كأجمع وهو لا يزال في مقتبل الثلاثين من العمر، كيندريك لامار صاحب ألبوم Good kid, mad city   الذي غير من شكل موسيقى الهيب هوب وخلق مسار جديد لجيل من الفنانين القادمين، قررت الكتابة عن الألبوم اللاحق لتحفه التعريفية، الألبوم التابع لقطعه الموسيقية التي راهن الجميع على عجزه عن الإتيان بمثليها، قررت الكتابة عن ألبوم damn.   والذي وإن حق لي وصفه " قطعة فنية متكاملة". الهيب هوب، النعمة الموسيقية في العصر الخاوي عندما أقول بأن " الهيب الهوب " هو أهم صنف موسيقي في الوقت الحالي فإن مقصدي هو قدرته على التشكل والتأقلم والتغير ما بين كل مستمع ومؤدي، لحين قريب كنت أرى أن الراب ما هو إلا إدعاء، زوبعة شبابية يكتنفها عديمي الموهبة، راغبي الظهور، كنت أرى أن بن...

Woman in the dunes عن الوهم المسمى بالإرادة

صورة
أسم الفيلم: Woman in the dunes سنة الإنتاج: 1964 إخراج: هيروشي تشيجاهرا عن رواية كوبو آبي ( woman in the dunes )  بطولة: كيوكو كوشيدا، إليجي أوكادا القصة: فخ وجودي بين الرمال في صَحراء قاحِلة وبين كُثبان رملية شاسعة يتجول نيكي ملتقطاً بكاميرته صوراً لحشراتٍ مختلفة، جامعاً بَعضها كعينـات تُفيده في أبحاثه محاطاً بالقفر وتحت أشعة الشمس الساطعة، كمُعَلِم وباحث أحيائي في علم الحشرات يطوف نيكي في الفراغ الموحل وحيداً، مستمتعاً يملأه الفضول والشغف، يُدرك نيكي في قرارة نفسه عبثية وجوده، عبثية عمله، عالمه وتخبط مشاعره الناجم عن علاقة عاطفية متوترة، يغفو نيكي للحظات قصد الراحة ثم يستيقظ ليتفاجئ بتقدم قروي صوبه حاملاً خبر رحيل آخر حافلة تتجه إلى المدينة ثم يعرض عليه المبيت في أحد بيوت القرية ويقبل نيكي بالعرض الطيب ليقوده القروي بصحبة رَجُلين آخرين إلى منزل إمرأة في قعر حفرة رملية واسعة لتقابله الأخيرة بكياسة وودّ، يوحي له القروي عدم وجود أي موانع من سكن رجل مع إمراة وحيدة أرملة قائلاً بأن طبيعة المجتمع القروي لا تبالي. يدور بينهما حوار عن الحرارة والحشرات، يصعب على نيك...

High and Low 1963 صراع القيم الأخلاقية في مجتمع ناهض

صورة
كروساوا، عراب السينما اليابانية، ذلك الرجل المُحدث، المبدع، الشغوف، الذي ساهم في عولمة سينما اليابان وتوسيع قاعدتها الجماهيرية دون التخلي قط عن اهتمامه بفحوى الثقافة، سواء إهتمامه بتقديم صورة زاهية عن عالم ياباني يحتفي بإرثه أو إهتمامه بالقضية اليابانية الحديثة والحالة البشرية، قد تلقت أفلامه العديد من الانتقادات كونها حسب وصف المتذوقين المحليين "غربية للغاية" في حين يرى الشق المعارض أن أفلامه قد فتحت أعين الغرب على اليابان كحضارة وكأمة ناهضة بينما في الواقع  امتلك أكيرا كروساوا حب للسينما وحب لليابان وزاد عليهما شغفاً في التطور ، ذلك قد وصل كما وصفه معاصريه إلى مرحلة الهوس إلا أن في الخاتمة بذرة الإبداع تلك قد زرعت أجيال من السينمائيين الذين يكنون لكروساوا بجزيل فضل إيحاءهم والتأثير الايجابي الملازم على صنعتهم. عند ذكر اسم كروساوا، دائماً ما يتذكر المشاهد أعمالاً ذات ثقل وشهرة واسعة في الأوساط، كفيلمي seven samurai   و Rashomon   اللذين كانا بداية ثورة في هذه الصناعة ككل، في حين أن هناك لأكيرا أعمالاً تُقدر بالذهب ولا تلقى نفس الحفاوة، فكروساوا صاحب...